الميكروويف
جهاز كهرومنزلي يستعمل في الطهي والتسخين بواسطة التدفئة العازلة باستخدام الأشعة التي تقوم بتسخين المواد الغذائية وذلك بتسخين الماء والجزيئات المشابهة الأخرى ذات قابلية للإستقطاب داخل المواد الغذائية وهي عكس الأفران التقليدية التي تسخن الطعام من
الخارج إلى الداخل .
ويعتبر شكل من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي بجانب موجات تتراوح مداها ما بين المتر الواحد إلى الملليمتر الواحد .موجات أفران الميكروويف صغيرة وذلك مقارنة مع موجات البث الأذاعي ، الموجات الراديوية جزء من طيف الموجات الكهرومغناطيسية بطول موجي أعلى من تحت الحمراء ، وتلك الموجات تنتج في الطبيعة عن طريق البرق والأجسام الفلكية، أما استخدامات تلك الموجات فهي عظيمة ، بواستطها يتم التحكم في صواريخ الفضاء وكل الأجهزة التي يرسلها الإنسان إلى الفضاء ، والإتصال برواد الفضاء والبث الإذاعي الثابت والمتحرك ، مثل الراديو والتلفزة ، واتصالات الهواتف الخلوية والملاحة ، وشبكات الكمبيوتر بجانب العديد من التطبيقات التي لا تعد ولاتحصى.
بدايات الميكروويف .
جيمس كلارك ماكسويل ، عالم اللغة الإنجليزي ، منذ ما يقرب من 150 عام كان أول من وضع نظرية علمية لشرح الموجات الكهرومغناطيسية، وقد لاحظ أن المجالات الكهربائية والمجالات المغناطيسية يمكن دمجهما معا وتشكيل الموجات الكهرومغناطيسية ، واكتشف ماكسويل أن الحقل المغناطيسي متغير ويوؤدي إلى حقل كهربائي متغير والعكس بالعكس .
كان جيمس ماكسويل أول من انتبه وتنبئ بموجات الراديو، وذلك عن طريق تجربة رياضية سنة 1865. فقد لاحظ بخصائص موجية تشابه الضوء وقريبة من الصفات الكهربائية والمغناطيسية. فاقترح معادلات وصف فيها موجات الضوء وموجات الراديو كموجات
كهرومغناطيسية تسبح في الفضاء المحيط. وفي عام 1887 أظهر العالم الألماني هيرتز صحة موجات ماكسويل الكهرومغناطيسية بواسطة تجربة إنتاج موجات راديوية في المختبر. ثم أتتت بعدها العديد من الاختراعات تظهر مدى الجدوى العملية في استخدام موجات الراديو في نقل المعلومات عبر الفضاء.
يرجع الفضل إلى نيكولا تيسلا وغولييلمو ماركوني باكتشافهم أنظمة تسمح باستخدام موجات الراديو في الاتصالات .
البداية الحقيقية للميكروويف.
اخترع الميكروويف عن طريق الصدفة من قبل رجل يتيم ، بيرس سبنسر لم يكمل دراسته الجامعية ، توفى والداه وهو في سن 18 أشهر فقط ، وتولى عمه تربيته الذي توفي عندما كان سبنسر عمره سبع سنوات ، بدأ العمل وهو في عمر 12 سنة في طاحونة ، استمر في هذا العمل حتى بلوغه سن 16 سنة ، انتقل بعدها للعمل في محطة الكهرباء القريبة من منطقته ، اجتهد وتعلم كل شئ وأصبح واحد من ثلاثة أشخاص الذين تم تعينهم لتثبيت الكهرباء في المحطة على الرغم من أنه لم يتلقى أي تدريب في الهندسة الكهربائية ولم يلتحق بالتعليم الجامعي ، وفي سن 18 سنةالتحق بالبحرية الأمريكية ، وقد علم نفسه بنفسه وقرأ الكثير من الكتب وألم بكثير من العلوم كعلم المثلثات والتفاضل والتكامل والكيمياء والفيزياء ، وعلوم أخرى إلى أن أصبح واحدا من أبرز خبراء العالم في تصميم الرادارات .
عندما كان المهندس الأمريكي ( ذاتي التعلُم ) بيرس سبنسر منهمكاً في عمله بصناعة أحد أجهزة الرادار عام 1946 م مد يده إلى جيبه باحثا عن شيء يأكله ففوجئ بأن قطعة الشوكولاته التي يحتفظ بها قد ذابت ولوثت ملابسه رغم أن الغرفة التي يعمل بها كانت باردة. وكان مصنع سبنسر يعمل مع شركة رايثون على تصنيع أجهزة رادار للجيش البريطاني، وعندما وجد سبنسر قطعة الشوكولاتة قد أنصهرت وهو واقف بجوار صمام إلكتروني يشغل جهاز الرادار، ففكر أثناء عمله في سبب ذلك وأرسل في طلب كيس من بذور الذرة
(الفوشار) وأمسك بها بجوار الصمام الإلكتروني وخلال دقائق معدودة راحت حبات الذرة تنفجر وتتناثر في أرضية الغرفة.
(الفوشار) وأمسك بها بجوار الصمام الإلكتروني وخلال دقائق معدودة راحت حبات الذرة تنفجر وتتناثر في أرضية الغرفة.
وفي صباح اليوم التالي أحضر سبنسر غلاية شاي وبعض البيض معه إلى المعمل ثم قام بفتح ثغرة في جانب غلاية الشاي ووضع البيضة النية داخل الوعاء ثم صوب الفتحة بإتجاه الصمام وخلال بضع ثوان انفجرت البيضة وتناثر قشرها وما بداخلها إلى خارج الغلاية ملطخا وجه مهندسا أخر يقف بجواره.
تأكد سبنسر أن موجات الراديو القصيرة أو ما يسمى بالمايكروويف هي السبب وراء ذلك، وإذا كانت قد طهت البيض بهذه السرعة فلم لا تفعل نفس الشيء مع الأطعمة الأخرى؟
عرض سبنسر تجربته على المسؤولين في شركة رايثون الذين استقر رأيهم على إنتاج أجهزة طهي تعمل بالمايكروويف. وفي مطلع عام 1953 م ظهر أول فرن بالمايكروويف في الأسواق وقد كان وزنه 350 كيلو جراما وحجمه ما يقارب حجم الثلاجة أما اسمه فكان (رادارينج) كما كان ثمنه 3000 دولار واقتصر استعماله على الفنادق والمطاعم وقطارات السكك الحديدية.
ثم طرأت تحسينات على مدى العقدين التاليين فصغر حجمه حتى أصبح من السهل وضعه في مطبخ المنزل وسعره معقولا ما يقارب ال 100 دولار في بعض أنواعه!
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف