أحلام محبطة
ربما .. حين تتراكم الإحباطات وتتوالى .. ويعجز الإنسان بما لديه من فهم ومن قدرات أن
يتعامل معها ويبدأ في الشعور بالياس.. ساعتها حتما تظهر الحاجة لوجود مشعوذ.
والمشعوذ قد يكون رجل يدعي الاتصال بالعالم السفلي كالسحرة ومن يفكون المربوط ويعالجون بالأعمال والأحجبة..
وقد يكون رجل يدعي الاتصال بالعالم العلوي ..فيقوم بتقديم علاج لمشكلات الحياة بالاستناد لأيات قرآنية وأحاديث نبوية .. ولكن يقوم بإعادة ضبطها على موجة اليأس والإحباط فيحول معاني عظيمة كالزهد ومعجزات الأنبياء إلى كرامات شيوخ الطريقة وإلى أوراد ورقصات بالجسد تجعل الشخص العادي يحتقر مشاكله اليومية ويغادر عالمه الحقيقي ليعيش في عالم الصفاء المطلق بين يدي مولانا الذي أصبح في عين المريد (نصف إله) .
وعلي مسافة ليست بالبعيدة يقف مجموعة أخرى من مستثمرو اليأس والإحباط الشائع بين الناس .. فيسودون للناس ما بقي من صفاء حياتهم فيلعنون باسم الدين ما عم في المجتمع من كفر بواح ومن عري ومن فجور .. ويلطمون في وطنية عجيبة على ضياع الأندلس وضياع فلسطين وعلى تقليد الغرب الكافر وعن الحكم بغير ما أنزل الله..
ثم وبعد أن يتأكد المستثمر (الإسلامي) من أن الشاب أو الشابه قد كره نفسه وحياته وانفصل معنويا تماما عن هذا المجتمع الحقير العاصي العاري.. بعدها يصنع له مجتمع (افتراضي) جميل ومثالي واقرب إلى الجنة وهو مجتمع المسلمين الأوائل الذي يجب إعادته..
ولكي يصنع هذا المجتمع المثالي فأنه وكما شوه واقعنا اليومي فأنه (يلعلع) الماضي ... فيحذف كل الصراعات السياسية والحروب الداخلية ويحذف مشاهد المجاعات وبذخ وإسراف الخلفاء والانقلابات واغتيال الحكام ومشاهد تلاعب حكام الولايات بالخلافة واستقلالهم شبه التام بولاياتهم ... ويحجب عن الناس مئات السنوات من الانهيار التام الذي وصل إلى أن عاث الزنوج فسادا ببغداد وانفرد العبيد (المماليك) بحكم مصر وغيرها وأذاقوا المسلمين أحط أنواع الهوان ..الخ...
ويحجب عن الناس مشاهد التاريخ التي تعكس بشرية الإنسان والتي تقاتل خلالها كثير من الصحابة ومزقوا أكباد بعضهم البعض فيجعل استخراج العبر من هذه المشاهد محرما بينما دراسة هزيمة أحد حلال.
المستثمر الإسلامي لا يلتفت من التاريخ لكل هذه المشاهد .. ولكن يحلق في سماء التاريخ فيقتطع فقط بضعة أعوام من خلافة عمر بن الخطاب مع مشهدين ثلاثة من حروب وفتوحات هارون الرشيد رضي الله عنهم جميعا مع واقعة اختصام يهودي لمسلم عند أحد القضاه ..الخ ثم يصنع منهم النموذج السماوي لدولة الإسلام الأولى.. وهي الدولة التي هو نفسه قد أصبح الآن دليل الناس إليها لاستعادتها من جديد بصفتها الدولة المقدسة والنموذج الأوحد الواجب للاتباع.
أعلم أن استعادة تنشيط العقل المسلم وإفاقته من هذه المخدرات هو عمل شبه مستحيل.. فالجرعات التي تم حقنها في شرايينه كافية لتخدير فيل لمائة عام.. ولكن أحيانا أتخيل أنني إذا أمسكت بالقلم وقلت (باسم الله) وكتبت فأن كلماتي الهزيلة تلك يمكن أن تخترق حصون الوهم.. ولكن سرعان ما أضحك من نفسي.
أخي أين لسانك ؟
1- إياك توهم نفسك إنك خالي من المعاصي أو أحبابك ما لهمش طوام في السابق القريب بهدوء اصمت ؟
2- إياك توهم نفسك أنك إبن معين معاك ميزان الجرح والتعديل فلربما أنت جرح بذاتك .
3- إياك أن توهم نفسك أن الأمر مجرد سب وطعن و قدح أو أن الجهاد كما ترى أنت لا كما يرى غيرك .
4- حاول لله اعمل برنامج تكسب فيه أخ في الله لو خالفك في الرأي السياسي تتغير السياسة ولا تتغير الأخوة الإيمانية إلا إذا جعلت الرؤية الحزبية هي الإسلام
5- سل نفسك منذ متى وأنت تقدح وتسب في الخصوم ماذا لو عدلت الكلمات لتقول حق بدون هدم لمن يسمعك
6- هل تتمنى أن يبقى وضعك على ما هو عليه قل الحق بأدب وعفة منطق وحسن ظن
7- هل تعتقد أن النصر سينزل على مجتمع متآكل متهالك التنازع والخلاف باب الفشل فكيف نطلب نصراً بسبب هزيمة
8- بالله ولله حاول أحسن الظن بنسبة 1% مع أخوك المسلم لست أنت جبريل ولا رسول كريم فلربما أنت ومن تحب أخطأت الرؤية أم نسخت السماء كل الرؤى إلا رؤيتكم لله قف
9- دعك من الحركة بالعاطفة المتجردة من حكمة وقرأءة للتاريخ فكفانا دروس دون اعتبار
10- لا تنزعج من وقوع الناس في الباطل قال الله يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة فافرح بلزومك الحق والتمس عذراً لإخوانك في الله ودع الله يحكم ما يريد.
أحلامنا
وعدم ضبط تصريحاتنا قبل أن تصبح طريق للخلاص من رجالتنا .
1- حين يستغرقنا الحلم قلا نرى بجواره فقه الصدام أو التحييد للخصوم أو الإنسحاب
2- حين تستقل عين القائد بقضية ما يحلم به دون تقدير ما في وسعة ووسع خصومه
3- حين يستهوينا مجرد الكلمات الحماسية والأهداف النبيلة فقط دون تهيئة الواقع لنربي الهدف فيه بعيداً عن استعجال حرق الأهداف للتتقازم مع ضغط الواقع وقلة امكانيات الأولياء الحالمين
4- حين نكرر تجربة أكثر من مرة بنفس أسلوب التجارب الخاسرة السابقة هل مجرد الأحلام يكفي في معارك الإسلام مع الجاهلية
5- كم من الريات والبرامج والولايات والأمارات اعلنها المخلصون فكان في الإعلان بداية الخلاص من الربانيين ألا يكفينا تجارب الماضي لنرقب سبيلاً لا يكبوا حال علو فقه الإعتيار من مرور الأحداث الجسام والتجارب المريرة
6- النصر من الله لا يتأخر حال قيام الأمة بواجبها والنصر ملك للأمة بعد توفيق الله فلا سبيل لمذهبة النصر بعيد عن أهل السنة والجماعة حملة منهج الفرقة الناجية والتاريخ يشهد
7- النصر الموعودين به يجب أن يكون طريق لحفظ دماء المسلمين وليس مجرد الحلم به دلالة على استعجاله بتعجل صدام قد نرجع بسببه للحلف سنوات بل عقود بل قرون
8- النصر ليس مجرد تصريحات عنترية لا تسمن ولا تغني من جوع والتاريخ المعاصر يشهد فما أثمر من رعاية الأهداف النبيلة بحكمة لا تميع حق ولا تفجر الواقع لينقلب على المستضعفين رأساً على عقب
9- النصر لا يتأخر ولكننا نحن نتأخر عنه حال تمزيق الحق بين مدارس متآكلة فيما بينها ومن ثم لا يسمن ولا يغني من جوع أبيات الرثاء
10- لا للتصريحات التي بها نهيج الطواغيت على الشباب دون وجود سبب من أيدينا نخفف به آلام المحبين من أبناء العمل الإسلامي المتنوع بأضيافه المتعددة .
ابن هانم