حدث ذلك في نوفمبرمن عام 1978 م.بواسطة جماعة معبد الشعب ،مؤسس هذه الجماعة "جيم جيمس وازين جونز" حيث كان أعضاء تلك الجماعة، يوقعون على تعهد بقتل أو تدمير أو فعل أي شيء يطلبه جونز منهم، فتعودوا على الطاعة العمياء حتى أنه كان يأمرهم بشرب سائل غير معروف ويخبرهم أنهم سيموتون خلال 45 دقيقة، وعندما لا يموتون يقول لهم: أنه كان اختبار ولاء للجماعة. بدأت تنتشر أخبار عن ممارستهم الشاذة فقام عضو الكونجرس الأمريكي "ليوريان" مع بعض الصحفيين والمحامين وأقارب الأعضاء بزيارة لهذه الجماعة في 17 نوفمبر 1978 م، استقبلتهم الجماعة بالرقص والإبتسامات ولكن سريعاً ما حاول أحد معاوني جونز أن يطعن "ليوريان" ولكنه هرب ومن معه إلى الطائرة التي أتوا بها، وقبل أن تقلع الطائرة تمكنت الجماعة من قتل ليوريان مع ستة أشخاص آخرين... هنا اقنع جونز أتباعه بأن المخابرات الأمريكية سوف ترسل جنود لهلاكهم وقال لهم:"أن كنا لا نستطيع أن نعيش في سلام فلنموت في سلام" حين أبلغ الجميع بضرورة الانتحار حصلت حالة من الهستريا الجماعية وبدأ الجميع بالبكاء فقال لهم ( توقفوا عن هذه الهستريا فهذه ليست طريقة الشيوعيين أو الإشتراكيين للموت ... لا تخشوا الموت فهو مجرد قفز فوق طائرة أخرى ... نحن نرتكب عملية أنتحار ثوري كأعتراض على الظروف التي قام عليها العالم اللاأنساني )تجرع أتباع جونز سم السيانيد وكان الاطفال أول من بدأ ومن رفض تجرع السم أو حاول الهرب كان أتباع جونز المقربين يطلقون عليه النار . أطلق جيم جونز رصاصة على رأسه وكان آخر المنتحرين وانتحاره بالرصاص وليس بالسم يحتمل أحد الأحتمالين أما أنه لم يملك الشجاعة لتجرع ألم السم أو أنه أراد تمييز نفسه وإرضاء غروره . تجاوز عدد المنتحرين 918 شخص ولم يتمكن من الفرار الأ عدد قليل جدا
جيم جيمس وازين جونز

بدأ جونز يروج لفكرة أن العالم سيدخل في حرب نووية ستؤدي الى أنتصار الفكر الاشتراكي . في بداية السبعينات وبعد ان اطمئن ان أتباعه غارقين في اتباعه وهم مغمضي العينين بدا مرحلة جديدة من خلال أنتقاده الفكر الديني بشكل واضح وصريح . وبدأ يصرح بكثير من اعتقاداته التي كان يخفيها . وقال لاتباعه مرة (الذي تستطيعون الإيمان به هو ما ترونه باعينكم ... أذا كنتم تعتبروني أباً لكم فسأكون كذلك وأذا كنتم تعتبروني مخلصكم فساكون كذلك واذا كنتم تعتبروني ألهكم فسأكون كذلك ) وفي مناسبة أخرى كان يقول أنه يجسد المسيح وبوذا وغاندي ولينين وحتى الله !) .(أعوذ بالله)تم تشييد المدينة في أدغال أمريكا الجنوبية في دولة غايانا وكان جونز يحاول دائما زرع فكرة ليس لها وجود إلا في مخيلته وهي أن الحكومة والمجتمع تريد بهم السوء مما أثار حالة من الخوف في قلوب مريديه وسرع ذلك من أتخاذهم قرار ترك حياتهم وبداية حياة جديدة في جنة جونز لكن الواقع كان مختلف تماماً فلم تكن المدينة كما يروج لها ولم تكن الغرف تكفي لأستيعاب الجميع لم يكن الوضع مريح للكثيرين وكان الحال مزريا وكانوا يشعرون باحباط شديد خصوصا أن جونز أظهر الجانب الخفي من شخصيته وهو الدكتاتور المتسلط . كانت ساعات العمل طويلة جدا والجو غير مناسب ووصل استهتار جونز الى مراحل متقدمة حيث كان يغني عبر مكبرات الصوت ليلاً وفي الوقت الذي يكون فيه الجميع نائمين فضلا عن خطبه التي كان يبثها أوقات النهار عبر مكبرات الصوت المنتشرة في كل مكان . بدأ يعامل أتباعه وكأنهم عبيد وسلوكه التسلطي يتعاظم يوما بعد يوم .
----------------------------------------------------------------
عندما قرأت تلك الحادثة الغير طبيعية رغبت بالتوسع في فهم أبعادها فبحثت في جميع المواقع التي تتناول تلك القضية ، فاستوقفتني نتيجة مخيفة، ألا وهي دور مشبوه للمخابرات الأمريكية في هذه المذبحة لتشويه صورة الشيوعية، ويرجع تصديق أو تكذيب هذه القصة للقارئ الكريم.هذه القصة العجيبة من عجائب الإدعاءات الأمريكية العديدة التى ربّما نسيناها مثل غيرها مع عامل مرور و تقادم الزمن حيث أنّه فى عام 1978 قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقتل 918 شخصًا فى غوايانا من جماعة معبد الشعب فى مذبحة مروعة ادّعت وكالة المخابرات الأمريكية أنّها حادث انتحار جماعى بالكذب المفضوح...حيث اعدوا المسرح لظهور جيم جونز على الساحة كصاحب فكر جديد يحمى الفُقراء من فساد المُجتمع الأمريكى من خلال الفكر الشيوعى مع بعض الفكر الدينى الغريب ....وانتقل جيم جونز بجماعته حسب الدور المرسوم له سلفا من قبل المخابرات الامريكية من الولايات المُتحدة إلى غويانا حيث قام بتأسيس مدينته الخاصّة التى يُمارس فيها الطقوس الخاصّة بعيدًا عن تسلّط الولايات المُتحدّة و إختار موقع مدينته وسط البلدان الشيوعية التى يتشابه معها فكريًا فى مبادئ الشيوعية لكن بصورة تطبيقية أخرى مُختلفة و عكسية مليئة بالتحرر من القيود و متوجّهة من خلال فكر دينى ..... وقامت المخابرات الأمريكية بإطلاق بعض الشائعات حول ضلوع جماعة جونز فى مقتل جون كينيدى و كذلك تمّ إطلاق بعض الأقوال من جمعيات حقوقية حول إنتهاك جيم جونز لحقوق الإنسان فى مدينته التى يحيا بها مواطنون أمريكيون .... الى جانب ارسال الكونجرس نائبه ليو رايان على رأس بعثة تحقيق للتحقيق فى الوقائع و معه بعض الصحفين و المراسلين بالكاميرات و أجهزة الإعلام المُختلفة حتّى يبدو الأمر موثّقًا ....وتمّ توثيق رغبة بعض أبناء مدينة جونز فى الرحيل عن مدينته بسبب عدم قبولهم هذه الحياة و كذلك تمّ توثيق غضب جيم جونز من ذلك و همسه فى أذن أحد أتباعه و من بعد ذلك تمّ توثيق تصريح ريتشارد دواير محاولة إغتيال ليو رايان بسكين من أحد مواطنى مدينة جونز بهدف قتله ....وتمّ إغتيال ليو رايان نائب الكونجرس الأمريكى و عدد من مُرافقيه و نجى من الحادث ريتشارد دواير و معه عدد أخر من المُصابين
إلى هنا والقصّة تسير فى مسارها الطبيعى المرسوم من قبل المخابرات الامريكية بلا خلاف فالأمر طبيعى و موثّق و مُجمع عليه من مُختلف الأطراف أمّا ما بعد ذلك فهو مجموعة من الألغاز تحتاج التوثيق و التدليل و لذلك سأضع الأحداث الموثّقة لنسنتنج القول الفصل المُرجّح حسب الأدلّة الموثّقة ....لقدأعلنت القوّات الأمريكية حدوث إنتحار جماعى لعدد 400 فرد تقريبًا و هروب البقية إلى الغابة فى حادثة إنتحار جماعية للمواطنين القاطنين على أرض مدينة جونز و قد تمّ نشر ذلك فى النيو يورك تايمز بتاريخ 21 و 22 نوفمبر 1978 و كذلك فى النيو يورك بوست بتاريخ 28 نوفمبر 1978 ....وتراجعت القوّات الأمريكية و أعلنت أنّ عدد المُنتحرين وصل إلى 700 و من ثمّ إزداد إلى 780 و فى النهاية تمّ الإعلان أنّ عدد المُنتحرين وصل إلى 909 مواطن إضافةً إلى من تمّ قتلهم من وفد النائب ليو رايان و العاملين فى معبد جيم جونز ليصل إجمالى الموتى 918 فى أكبر حادثة وفاة لمواطنين أمريكيين مدنيين خارج إطار الحروب فى تاريخ الولايات المُتحدة بعد حادثة 11 سبتمبر و تمّ تعليل ذلك الإضطراب بأنّ الإحصاء للوفيات كان صعبًا و قد تمّ نشر ذلك التصريح فى النيو يورك تايمز فى 25 نوفمبر 1978 ....وتمّ تأخير نقل الجثث لعدّة أسابيع و تمّ تشريح سبعة جثث فقط كانت فى حالة سيئة جدًا أثبت من خلالها أنّ حالة الوفاة كانت بسمّ السيانيد و تمّ نشر ذلك فى النيو يورك تايمز بتاريخ 26 نوفمبر 1978 ....على الطرف الأخر أرسل الدكتور سترومر رئيس الجمعية الوطنية للأطباء الشرعيين خطابًا إستنكاريًا للجيش الأمريكى يشكو فيه عدم نقل الجثث و التعمّد فى تركها تتحلّل قبل التشريح إضافةً لحرق الجثث و رفاتها بوحشية دون أدنى سبب مُخالفةً للقانون الذى يُلزم بتشريح الجثث التى توفّت فى حوادث غير إعتيادية و تمّ نشر ذلك فى النيو يورك تايمز بتاريخ 12 ديسمبر 1978 ....وأعلن الطبيب الشرعى الأوّل الدكتور ليزلى موتو الذى قام هو و فريقه فى غضون 32 ساعة بفحص أكثر من مائة جثّة أنّ الحقن بالسيانيد كان فى مناطق يصعب الوصول لها ذاتيًا مثل الحقن بين الكتفين كذلك وجود جثث كثيرة من الأطفال ممّا يؤكّد أنّ عملية الإنتحار لم تحدث ذاتيًا بل بمُساعدة أخر و بالتالى تمّ ترجيح كون هذه الحادثة هى جريمة قتل و ليست إنتحارًا إلّا أنّ هذه النتائج لم توصّل للطبّ الشرعى الذى قام بتشريح الجثث السبعة و بالتالى لم يلحظوا كون سبب الوفاة قتلًا و ليس إنتحارًا و قد تمّ نشر ذلك فى النيو يورك تايمز بتاريخ 14 ديسمبر 1978 .على صعيد أخر تمّ إيجاد جُثّة جيم جونز مُصابًا بطلقًا ناريًا أدّى إلى الوفاة دون معرفة القاتل و قد تمّ إثبات كذلك إرسال رسالة للمُخابرات الأمريكية على قناة المُخابرات الأمريكية السرية بعد موت الجميع و قبيل وصول القوّات الأمريكية بساعات و التى كان مضمونها حدوث إنتحار جماعى لمدينة جونز فتمّ توجيه الشكوك حول مُرسل هذه الرسالة لريتشارد دواير العميل السرّى للمُخابرات الأمريكية الذى نجا من الحادثة إلّا أنّه أنكر عودته للمدينة بعد حدوث الهجوم على وفد النائب الأمريكى ليو رايان إلّا أن تسجيلًا صوتيًا تمّ العثور...
يبدو أننا أمام مصائب كبرى في العالم وما خفي كان أعظم
ردحذف