هل ينتابك أدنى شك في وجود طرف آخر (يراسلك) حينما تتلقى رسالة على محمولك؟!
بالطبع لا . . وهذا امرٌ لا شك فيه، ولكنك لم تنتبه يوماً أن هناك طرف آخر يتواصل معك أيضاً (ذهنياً) بنفس النوع من الرسائل، ولكنه من (شدة خبثه) يحرص أشد الحرص على التخفي، بحيث تصلك رسائله ممزوجة ومتداخلة مع الكثير من أحاديث نفسك وهواجسها؛ ليطمس بذلك معالم مصدر إرسالها!!
إنه ذلك الطرف الذي شهد الله له من فوق سبع سماوات، أنه ملعون آيس من رحمة الله، حيث اجتمع فيه الشر كله، بل أصبح رمزاً له على مر الزمان!!
فتخيل أنك بتلك الرسائل؛ قد أصبحت هدفاً له، حيث لا يغفل عنك في ليل أو نهار!! بعدما انحصر همه الأول في تدميرك وإهلاكك!!
إنه الشيطان الرجيم . . الذي حرص على الاختفاء؛ من أجل استدراجك على حين غفلة منك؛ لتنزلق في مستنقعات المعاصي التي هي في الحقيقة خلاصة رسائله!!
فاستشعارك اليقيني بأنك تلقيت تلك الرسالة منه، وهو (الطرف الذي يريد بك الشر) سيؤدي لاستنفارك جميع قوى الخير في نفسك لمواجته؛ وبالتالي لن يتحقق له ما يصبو إليه من أهداف، لذا فهو يحرص هذا الحرص الشديد على الاختفاء!!
ولكن العجيب في الأمر، أنه على الرغم من إمكانية تمييز رسائله عن غيرها من أحاديث النفس أوخواطرها – بأقل قدر من التدقيق – إذ غالباً ما تأخذ طابع الإغواء (لأغوينهم أجمعين) إلا أن الكثير منا لم يضع ذلك في حسبانه يوماً من الأيام!!
فحين تهوى نفسك التحدث مع أجنبية، ولو بأحاديث الدعوة، فإنما هي (مسج) تم إرساله من ذلك الخبيث، يكاد يقول لك فيها وبكل وضوح : (هنا الشيطان)!!
وحين تنظر عينك عمداً إلى المشاهد المحرمة، فإنما هي رسالة تكاد تنطق بالصوت والصورة لتقول لك هنا الشيطان)!!
وحين تنفر نفسك من تلبية رغبات والديك أو أحدهما، وتهم بالتأفف وإظهار التضجر، فإنما هي في حقيقة الأمر، رسالة عاجلة، تصلك مع على يد محضر من أبليس نفسه، لتقول لك : (أنا الشيطان) ، وليس فقط (هنا الشيطان)!!
وغير ذلك الكثير والكثير من المواقف التي يمكنك الوصول إليها بنفس الآلية، ولكن يبق السؤال الهام والمحرج جداً : (كيف غفلنا عن ذلك)؟!
كيف غفلت عن تحديد مصدر قيادة عدوك الذي ليس له هدف في هذه الحياة سوى إهلاك وتدميرك بضياع آخرتك؟!
كيف سمحت لنفسك أن تفتح له جميع تلك النوافذ على نفسك، ليصبح مظهرك في نهاية المطاف؛ وكأنك طفل مطيع لجميع أوامره؟!
كيف أهملت في وضع هذه الآلية البسيطة (لفلترة) كل ما يرد على نفسك من أحاديث وهواجس، حتى تغلق أمامه جميع الطرق المؤدية لإغوائك؟!
ألم يقل لك الله تعالى :
(إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً)؟! فقل لي بربك، كيف اتخذته عدواً؟!
ألم يقل لك النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) فكيف غفلت عن تلك الآلية العملية في مراقبتك لله عز وجل، إذ أن المراقبة الصادقة لله تعالى تعتبر من أقوى الحواجز التي يمكنك إقامتها؛ لتحول بينه وبين النفاد إلى ثغرات نفسك؟!
ألم يأخذ الشيطان على نفسه العهد بإغوائك :
(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين)؟! فأين منك الإخلاص؛ وهو طوق نجاتك الوحيد؟!
إنني أنصح نفسي وإياكم أيها الأحبة بأن نبدأ من هذه اللحظة في تخصيص غرفة للمراقبة الحثيثة (بهذه الألية) في قلوبنا؛ بحيث تقوم بفرز كل ما يرد عليه من هواجس لمعرفة مصادرها!! فما كان من وزاع الخير أمضيناه، وما كان من وساوس ذلك الخبيث، سحقناه ودمرناه، وذلك بعدما تعطي تلك الغرفة (إشارة الخطر) على الفور معلنة (هنا الشيطان)!!
فتحترز النفس، ويستنفر القلب قوى الإخلاص فيه؛ لدحر تلك الهواجس وسحقها، فاحفظ الله بحفظ قلبك من وساوس الشيطان، واجعل من اعتابه مقبرة سحيقة لتلك الهواجس، ليصبح عنوانها الدائم بإذن الله (هنا اندحرت وساوس الشيطان)!!
وحين تلقى ربك، ويرى منك حفاظك على قلبك، يقال لك :
(عبدي . . هنا تنعم بسعادة لا تشقى بعدها أبداً . . حيث الجنة برحمتي)!!
فاللهم أعنَّا على صدق مراقبتك، واصرف عنا وساوس الشيطان برحمتك
اللهم آمين
بالطبع لا . . وهذا امرٌ لا شك فيه، ولكنك لم تنتبه يوماً أن هناك طرف آخر يتواصل معك أيضاً (ذهنياً) بنفس النوع من الرسائل، ولكنه من (شدة خبثه) يحرص أشد الحرص على التخفي، بحيث تصلك رسائله ممزوجة ومتداخلة مع الكثير من أحاديث نفسك وهواجسها؛ ليطمس بذلك معالم مصدر إرسالها!!
إنه ذلك الطرف الذي شهد الله له من فوق سبع سماوات، أنه ملعون آيس من رحمة الله، حيث اجتمع فيه الشر كله، بل أصبح رمزاً له على مر الزمان!!
فتخيل أنك بتلك الرسائل؛ قد أصبحت هدفاً له، حيث لا يغفل عنك في ليل أو نهار!! بعدما انحصر همه الأول في تدميرك وإهلاكك!!
إنه الشيطان الرجيم . . الذي حرص على الاختفاء؛ من أجل استدراجك على حين غفلة منك؛ لتنزلق في مستنقعات المعاصي التي هي في الحقيقة خلاصة رسائله!!
فاستشعارك اليقيني بأنك تلقيت تلك الرسالة منه، وهو (الطرف الذي يريد بك الشر) سيؤدي لاستنفارك جميع قوى الخير في نفسك لمواجته؛ وبالتالي لن يتحقق له ما يصبو إليه من أهداف، لذا فهو يحرص هذا الحرص الشديد على الاختفاء!!
ولكن العجيب في الأمر، أنه على الرغم من إمكانية تمييز رسائله عن غيرها من أحاديث النفس أوخواطرها – بأقل قدر من التدقيق – إذ غالباً ما تأخذ طابع الإغواء (لأغوينهم أجمعين) إلا أن الكثير منا لم يضع ذلك في حسبانه يوماً من الأيام!!
فحين تهوى نفسك التحدث مع أجنبية، ولو بأحاديث الدعوة، فإنما هي (مسج) تم إرساله من ذلك الخبيث، يكاد يقول لك فيها وبكل وضوح : (هنا الشيطان)!!
وحين تنظر عينك عمداً إلى المشاهد المحرمة، فإنما هي رسالة تكاد تنطق بالصوت والصورة لتقول لك هنا الشيطان)!!
وحين تنفر نفسك من تلبية رغبات والديك أو أحدهما، وتهم بالتأفف وإظهار التضجر، فإنما هي في حقيقة الأمر، رسالة عاجلة، تصلك مع على يد محضر من أبليس نفسه، لتقول لك : (أنا الشيطان) ، وليس فقط (هنا الشيطان)!!
وغير ذلك الكثير والكثير من المواقف التي يمكنك الوصول إليها بنفس الآلية، ولكن يبق السؤال الهام والمحرج جداً : (كيف غفلنا عن ذلك)؟!
كيف غفلت عن تحديد مصدر قيادة عدوك الذي ليس له هدف في هذه الحياة سوى إهلاك وتدميرك بضياع آخرتك؟!
كيف سمحت لنفسك أن تفتح له جميع تلك النوافذ على نفسك، ليصبح مظهرك في نهاية المطاف؛ وكأنك طفل مطيع لجميع أوامره؟!
كيف أهملت في وضع هذه الآلية البسيطة (لفلترة) كل ما يرد على نفسك من أحاديث وهواجس، حتى تغلق أمامه جميع الطرق المؤدية لإغوائك؟!
ألم يقل لك الله تعالى :
(إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً)؟! فقل لي بربك، كيف اتخذته عدواً؟!
ألم يقل لك النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) فكيف غفلت عن تلك الآلية العملية في مراقبتك لله عز وجل، إذ أن المراقبة الصادقة لله تعالى تعتبر من أقوى الحواجز التي يمكنك إقامتها؛ لتحول بينه وبين النفاد إلى ثغرات نفسك؟!
ألم يأخذ الشيطان على نفسه العهد بإغوائك :
(قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين)؟! فأين منك الإخلاص؛ وهو طوق نجاتك الوحيد؟!
إنني أنصح نفسي وإياكم أيها الأحبة بأن نبدأ من هذه اللحظة في تخصيص غرفة للمراقبة الحثيثة (بهذه الألية) في قلوبنا؛ بحيث تقوم بفرز كل ما يرد عليه من هواجس لمعرفة مصادرها!! فما كان من وزاع الخير أمضيناه، وما كان من وساوس ذلك الخبيث، سحقناه ودمرناه، وذلك بعدما تعطي تلك الغرفة (إشارة الخطر) على الفور معلنة (هنا الشيطان)!!
فتحترز النفس، ويستنفر القلب قوى الإخلاص فيه؛ لدحر تلك الهواجس وسحقها، فاحفظ الله بحفظ قلبك من وساوس الشيطان، واجعل من اعتابه مقبرة سحيقة لتلك الهواجس، ليصبح عنوانها الدائم بإذن الله (هنا اندحرت وساوس الشيطان)!!
وحين تلقى ربك، ويرى منك حفاظك على قلبك، يقال لك :
(عبدي . . هنا تنعم بسعادة لا تشقى بعدها أبداً . . حيث الجنة برحمتي)!!
فاللهم أعنَّا على صدق مراقبتك، واصرف عنا وساوس الشيطان برحمتك
اللهم آمين