-->
كنز المعرفة كنز المعرفة
random

مواضيع مميزة

random
random
جاري التحميل ...
random

من طرائف أشعب1


من ملح أشعب
قيل لأشعب الطماع: لقد لقيت التابعين وكثيرا من الصحابة، فهل رويت مع علو سنك حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقال: نعم، حدثني عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 خلتان لا تجتمعان في مؤمن. قيل: وما هما؟ قال: نسيت واحدة، ونسي عكرمة الأخرى.
وقيل له: كم كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر رطلا.
وهذا كما قيل لطفيلي: كم اثنين في اثنين؟ قال: أربعة أرغفة.

وسألته صديقة له خاتما وقالت له: أذكرك به. قال: اذكري أنك سألتني فمنعتك.

وساوم بقوس بندق، فقال صاحبها: بدينار، فقال: والله لو كنت إذا رميت بها طائرا وقع مشويا بين رغيفين ما اشتريتها بدينار.

وأهدى رجل من ولد عامر بن لؤي إلى إسماعيل الأعرج فالوذجة وأشعب حاضر فقال: كل يا أشعب، فأكل منها، فقال له: كيف تراها؟
قال: الطلاق يلزمه إن لم تكن عملت قبل أن يوحي ربك إلى النحل، أي ليس فيها حلاوة.

وبأشعب هذا يضرب المثل في الطمع. قال الشاعر:
إني لأعجب من مطالك أعجب ... من طول تردادي إليك وتكذب
وتقول لي تأتي وتحلف كاذبا ... فأجيء من طمع إليك وأذهب
فإذا اجتمعت أنا وأنت بمجلس ... قالوا مسيلمة وهذا أشعب

وقيل له: أرأيت أطمع منك؟ قال: نعم كلبة آل أبي فلان، رأت شخصا يمضغ علكا، فتبعته فرسخا تظن أنه يرمي لها بشيء من الخبز.

ومر أشعب برجل يعمل طبقا من الخيزران؛ فقال له: أريد أن تزيد فيه طوقا أو طوقين. قال: فما فائدتك؟
 قال: لعل أحدا من أشراف المدينة يهدي لنا فيه شيئا.

وكان أشعب يعشق امرأة بالمدينة ويتحدث فيها حتى عرف بها، فقال لها جاراتها: لو سألته شيئا؟ فأتاها يوما فقالت: إن جاراتي يقلن ما يصلك بشيء. فخرج عنها ولم يقربها شهرين. ثم أتاها فأخرجت له قدحا فيه ماء، فقالت له: اشرب هذا للفزع!
فقال: بل أنت اشربيه للطمع، ومضى فلم يعد إليها.

وأشعب هذا: هو أشعب بن جبير مولى عبد الله بن الزبير، وكان أحلى الناس مفاكهة.

وأسلمته عائشة إلى من يعلمه البز؛ فسألته بعد سنة أين بلغت؟ قال: نصف العمل وبقي نصفه، قالت له: كيف؟ قال: تعلمت النشر وبقي الطي.
وكان أشعب أطيب الناس غناء، وأكثرهم ملحا، ونسك في آخر عمره ومات على ذلك رحمه الله تعالى.
وكان يوم قتل عثمان غلاما يسقي الماء وبقي إلى خلافة المهدي.

وخرج سالم بن عبد الله متنزها إلى ناحية من نواحي المدينة ومعه أهله وحرمه، فبلغ أشعب الخبر، فوافاهم يريد التطفيل؛ فصادف الباب مغلقا، فتسور الحائط عليهم. فقال له سالم: ويلك يا أشعب! معي بناتي وحرمي! فقال له أشعب: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد. فضحك منه وأمر له بطعام أكله وحمل منه إلى منزله.

وكان يقول: ما أحسست قط بجار لي يطبخ قدرا إلا غسلت الغضار، وكسرت الخبز، وانتظرته يحمل إلي قدره.

وقال له بعض أصحابه: لو صرت إلي العشية نتحدث؟ فقال: أخاف أن يجيء ثقيل، قال: ليس معنا ثالث فمضى معه. قال: فلما صلينا الظهر ودعونا بالطعام إذا بشخص يدق الباب،
 فقال أشعب: ترى أنا قد صرنا إلى ما نكره؟
 قال فقلت له: إنه صديق وفيه عشر خصال إن كرهت واحدة منهن لم آذن له. قال: هات. قلت: الأولى أنه لا يأكل ولا يشرب، قال: التسع لك، إئذن له.

وهذا نظير حديث الغاضري وقد أتى الحسن بن زيد وهو أمير المدينة. فقال: جعلت فداك! إني عصيت الله ورسوله، قال: بئس ما صنعت! وكيف ذاك؟ قال: لأن الله عز وجل يقول " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
وأنا أطعت امرأتي فاشتريت غلاما فأبق،
فقال الحسن: اختر واحدة من ثلاث؛ إن شئت ثمن الغلام، فقال: بأبي أنت! قف عند هذه فلا تجاوزها.
قال: أعرض عليك الخصلتين؟ قال: لا، حسبي هذه.

وغاضبت مصعب بن الزبير زوجه عائشة بنت طلحة، فاشتد ذلك عليه وشكا أمره إلى خاصته. فقال له أشعب: فما لي إذا هي كلمتك؟ 
قال: عشرة آلاف درهم؛ فأتى إليها فقال: يابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفضلي بكلام الأمير؛ فقد استشفع بي عندك، وأجزل لي العطية إن أنت كلمته. قالت: لا سبيل إلى ذلك يا أشعب؛ وانتهرته. فقال: جعلت فداك! كلميه حتى أقبض عشرة آلاف درهم، ثم ارجعي إلى ما عودك الله من سوء الخلق، فضحكت فقامت فصالحته.

عبد الملك بن مروان وعمر بن بلال
والشيء يذكر بالشيء، أي بما قاربه.
 كان عبد الملك بن مروان محبا لعاتكة بنت يزيد بن معاوية؛ فغاضبته يوما، وسدت الباب الذي بينها وبينه؛ فساءه ذلك وتعاضله، وشكا إلى من يأنس به من خاصته، فقال له عمر بن بلال الأسدي: إن أنا أرضيتها لك حتى ترى فما الثواب؟
 قال: حكمك. فأتى إلى بابها، وقد مزق ثوبه وسوده؛ فاستأذن عليها وقال: أعلموها أن الأمر الذي جئت فيه عظيم. فأذنت له؛ فلما دخل رمى بنفسه وبكى.
فقالت: ما لك يا عم؟ قال: لي ولدان هما من الإحسان إلي في الغاية، وقد عدا أحدهما على أخيه فقتله، وفجعني به؛ فاحتسبته وقلت: يبقى لي ولد أتسلى به؛ فأخذه أمير المؤمنين وقال: لا بد من القود، وإلا فالناس يجترئون على القتل، وهو قاتله إلا أن يغيثني الله بك! ففتحت الباب ودخلت على عبد الملك وأكبت على البساط تقبله وتقول: يا أمير المؤمنين؛ قد تعلم فضل عمر بن بلال، وقد عزمت على قتل ابنه؛ فشفعني فيه؟
 فقال عبد الملك: ما كنت بالذي أفعل؛ فأخذت في التضرع والخضوع حتى وعدها العفو عنه وصلح ما بينهما؛ فوفى لعمر بما وعده به.

التعليقات



تابعونا على تويتر

تابعونا على الفيس بوك

جميع الحقوق محفوظة

كنز المعرفة

2016 | Development by sayed yassin