هل يقتصر الظرف وخفة الظل على
الرجال فقط ،كأشعب وجحا وهنبقة وأبونواس ودغة وأبودلامة وغيرهم ،من أوائل
وأشهر ظرفاء العرب ،وأين موقع النساء في قائمة الظرفاء،لعل السبب الرئيسي
في ذلك هو
طبيعة التقاليد والعادات العربية ،في كونه أن المرأة مصانة وبعيدة كل
البعد عن توافه الأمور ،وغالباً ما تكون حياة هؤلاء الظرفاء تقل فيها
الجدية والصرامة ،ويغلب عليها السمر
والهزل ،وجاء الإسلام مكرماً للمرأة ،وحفظ كرامتها ،فحفظ حقوقها وأدبها
بتعاليم سمحة تخدم المجتمع ،وما كان ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
تبسما،كثرة الضحك والإسراف فيه؛ هو ظاهرةٌ لفراغ القلب من الاشتغال
بالنافع، مما فيه الصلاح والإصلاح لحال العبد في دنياه وأُخراه، فالقلوب
الفارغة من المسؤوليات – سواء كانت مسؤوليات دينية أو دنيوية – يشتغل
أصحابها بالهزل، ويبحثون عن المضحكات على اختلاف
ألوانها؛ رغبةً في الإغراق في الضحك وإسرافًا فيه، وفي ذلك إماتةٌ للقلب
بالغفلة والإعراض عن التذكِرة، وحسب المسلم من ذلك زاجرًا قول الرسول – صلى
الله عليه وسلم -: ((لو تعلمون ما أعلم؛ لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا)).
القليل جداً مما نقرأه نجد فيه مواقف طريفة للمرأة وسنذكر بعض منها أو مما حصلنا عليه.
مرت امرأة منخرقة الخف برجل فأراد أن يمازحها فقال يا امرأة خفك يضحك فقالت إذا رأى كشخاناً (ديوث) مثلك لم يملك نفسه ضحكاً.
جلس الزوج قبل لحظات من أذان
المغرب في رمضان وبدأ بالدعاء لأعز صديق له قائلا :-اللهم ارزق صديقي بزوجة
صالحة جميلة ذات خلق وذات دين وتكون من عائلة كبيرة محترمة وتكون له خير
سند ومعين وارزقه …… فسمعته الزوجة فجريت متجهة نحوه مسرعة وقامت بامساك
يديه التي يرفعها للدعاء وقالت له من الأفضل أن تدعي لصديقك بالستر والصحة
والمال الكثير .. فقال ولكنه بفضل الله لا ينقصه شيء الا الزوجة الصالحة
…فردت غاضبة عليه اذا لا تقوم بالدعاء له مرة أخرى !!!!فتعجب الزوج وقال
لها ما الذي اغضبك ؟،فقالت الا تعلم لأنك حينما تدعو لأخيك بظاهر الغيب
يكون هناك ملك يؤمن على دعاءك ويقول ولك مثله !
كانت العادة أن ينام على الجهة
اليسرى من السرير وطفله في اليمين وزوجته في الوسط، تبدلت أماكن الأب وابنه
ذات ليلة، فنام الأب على يمين السرير، والطفل على اليسار.. وفي الليل قام
الطفل وهو يصرخ صراخاً شديداً (وكان مريضاً) فأخذت أمه الرضاعة وحشرتها في
فمه.. الحقيقة أن الرضاعة لم (تنحشر) بل أن الأم أحست بمقاومة شديدة، ثم
بشيء يدفعها ويصيح في وجهها، فتحت الأم عينيها.. يا إلهي لقد أعطت زوجها
الرضاعة بدلاً عن ابنها.
كان (الجاحظ) واقفاً أمام بيته، فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له، وقالت: لي إليك حاجة .
فقال الجاحظ: وما حاجتك؟
قالت: أريدك أن تذهب معي.
قال: إلى أين؟
قالت: اتبعني دون سؤال.
فتبعها الجاحظ إلى أن وصلا إلى دكان صائغ. وهناك قالت المرأة للصائغ: مثل هذا. وانصرفت.
عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له: لا
مؤاخذة يا سيدي! لقد أتتني المرأة بخاتم، وطلبت مني أن أنقش عليه صورة
شيطان. فقلت لها: ما رأيت شيطاناً في حياتي. فأتت بك إلى هنا لظنها أنك
تشبهه.
قال الزبير بن بكار قال لجارية اعترضها وكان دميماً فكرهته فأعرضت عنه فقال لها إنما أريدك لنفسي قالت فمن نفسك أفر.
مر ( أشعب) ومعه ابنه بجنازة خلفها امرأة تبكي تقول: الآن يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه، ولا غطاء، ولا ضيافة، ولا خبز ولا ماء.
فقال ابن أشعب : يا أبت،إنهم يذهبون والله إلى بيتنا .
اشترى أحد المغفلين يوماً سمكاً ..
وقال لأهله: اطبخوه ! ثم نام .
فأكل عياله السمك ولطّخوا يده بزيته.
فلما صحا من نومه ..
قال: قدّموا إليّ السمك.
قالوا: قد أكلت.
قال: لا.
قالوا: شُمّ يدك ! ففعل..
فقال: صدقتم .. ولكنني ما شبعت.