قائد كمبودي استولى على الحكم في مطلع السبعينيات قاد الشيوعيين الماويين الذين أطلق عليهم عبارة (الخمير الحمر) انقلب هذا القائد إلى دكتاتور بل إلى مجرم قاتل في سنين حكمه اقتيد الملايين من أبناء الشعب الكمبودي إلى معسكرات الاعتقال حيث تمت إبادتهم وقتلهم وكانت هناك أعداد كبيرة من جماجم الكمبوديين الذين قتلهم نظام بول بوت وقد تم التخلص من هذا المجرم بانقلاب عسكري وقيل أن عدد من قتلهم نظام بول بوت فاق الأربعة ملايين إنسان.بول بوت(ولد 19 مايو 1928 - 15 ابريل 1998) والملقب بعدة أسماء أولها بول بوت وبالأخ رقم 1. قاد بول بوت الحركة الشيوعية والتي كانت مشهورة بالخمير الحمر. تولى منصب رئيس وزراء كمبوديا لفترة ثلاث سنوات من 1976-1979 وكان الحاكم الفعلي لكمبوديا منذ منتصف العام 1975. واشتهر بسياسات مثيرة للجدل قمعية في أغلبها. في العام 1979 .
كمبوديا
المعروفة سابقا باسم كمبوتشيا،يقع هذا البلد في جنوب شرق آسيا، ويحده تايلاند إلى الغرب والشمال الغربي، لاوس إلى الشمال، وفيتنام من الشرق والجنوب الشرقي، ومن الجنوب خليج تايلند.بنوم بنه عاصمة كمبوديا وهي أكبر مدنها وأكثرها اكتظاظا بالسكان. تقع على ضفاف نهر ميكونغ. تعتبر المدينة من أغنى مدن كمبوديا، كما تعتبر المركز السياسي، الاقتصادي والثقافي للدولة، يسكنها حوالي مليونان من 15 مليون مجموع سكان كمبوديا. كانت تعرف بلؤلؤة آسيا عام 1920م، اشتهرت المدينة بجمعها بين طابع الخمير التقليدي والطابع الفرنسي بحكم الاستعمار.
حكومة القتل
في عام 1975 تمكن الخمير الحمر الكمبوديين من إسقاط الحكومة و أسسوا حكومتهم تحت إسم "حكومة كمبوديا الديموقراطية" , كان قادة الحكومة الجديدة من الشيوعيين و قد درس أغلبهم في الجامعات الفرنسية و تأثروا بتجربة الحزب الشيوعي الفرنسي كما كان للتجربة الشيوعية الفيتنامية أثر كبير عليهم , كان قائدهم هم "بول بوت" او كما يدعونه "الاخ رقم 1" و هناك مجموعة من القادة الاخرين مثل "الاخ رقم 2" و "الاخ رقم 3" .. الخ. كانت فكرة هؤلاء القادة الشباب تتلخص في فكرة و نضرية شيوعية متشددة تقوم على اساس العودة بالشعب الى اصوله الحضارية و الثقافية عن طريق العمل الزراعي الجماعي و تحقيق الاكتفاء الذاتي و التخلص من جميع مظاهر الحياة الغربية التي (بأعتقادهم) لوثت الشعب و خدرته و هي المسبب الاصلي لتخلف شعوب العالم الثالث , و قد تقرر ان يتم تجربة هذه النضرية على الشعب الكمبودي المسكين.
كان برنامج حكومة الخمير الحمر يقوم على اساس اغلاق المدارس و المستشفيات و المعامل و المصانع , منع البنوك و التجارة , تحريم جميع الديانات , تجريد المواطنين من جميع ممتلكاتهم الشخصية و نقلهم من المدن (بالاجبار) الى مزارع العمل الجماعية (collective farms) في الريف الكمبودي من اجل تطهيرهم من مظاهر الحضارة الغربية و العودة الى ثقافة "الشعب القديم او الاصلي" عن طريق العمل الزراعي!! ،هل تتخيل جنونا اكبر من هذا عزيزي القاريء؟ للأسف نعم فهناك المزيد من القوانين التي لم ينزل الله بها من سلطان في تاريخ البشرية طبقت على الشعب الكمبودي المسكين , العلاقات الانسانية داخل العائلة ممنوعة !! و لا يحق للشخص بأن يكون على علاقة بعائلته !! الدواء الغربي الحديث ممنوع و تستخدم محله الاعشاب الطبية التقليدية !! ممنوع استخدام الالقاب و تبادل كلمات الاحترام بين الناس حيث يجب استعمال كلمة "رفيق" فقط في المخاطبات العامة و كذلك يمنع منعا باتا التحية عن طريق الانحناء او المصافحة حيث ان عقوبتها قد تصل الى الموت!! في البداية , استعملت الحكومة الحيلة لأخلاء السكان من المدن حيث أخبروهم بأنه يجب عليهم الالتجاء الى الغابات ليومين أو ثلاثة بحجة الإحتماء من قصف الطائرات الأمريكية و أن الدولة ستقوم بحراسة بيوتهم و ممتلكاتهم خلال فترة غيابهم , و ما أن يخرج السكان الى الغابات حتى يتم تقسيمهم و إرسالهم الى حقول العمل الجماعي و كانوا يتعمدون في التقسيم ان يفرقوا بين اعضاء العائلة الواحدة و يعزلون الأطفال عن أمهاتهم.وفي المزارع كان السكان يجبرون على العمل لـ 12 – 14 ساعة أو أكثر يوميا من دون اي راحة او غذاء و كان يمنع عليهم حتى التقاط و تناول النباتات او الثمار البرية على إعتبار أنها ملكية عامة و لا يحق لأحد استئثارها لنفسه و عقوبة من يخالف ذلك هي الموت!!
حقول القتل
حقول القتل و الموت،
هي مناطق مخصصة لأحتجاز و تعذيب و إعدام الأشخاص ممن ترغب الحكومة
بالتخلص منهم ، لأسباب عديدة تعتبر جرماً بنظرها و منها أن يكون
الشخص ينتمي الى قومية غير كمبودية مثل الصينيين أو الفيتناميين الساكنين
في كمبوديا و كذلك المسيحيين و المسلمين الكمبوديين و رهبان البوذية كما أن ممارسة أي عمل أو قول من شأنه إضعاف الحكومة حتى و لو تذمر بسيط من ضروف
العمل أو حتى مجرد أن يبدي الشخص أي مشاعر مثل البكاء أو التأثر عند إعدام
شخص من عائلته أمامه فأن العقوبة هي الاعدام.و من الجرائم الكبرى بنظر الحكومة هي أن
يكون الإنسان متعلماً أو مثقفا !! فبما إن
هدف الحكومة هو تجريد الشعب من كل ما يملكه , حتى الإحساس و
المشاعر , و تحويله الى آلة زراعية مطيعة و صاغرة تنفذ الأوامر بدون مناقشة
و لا تذمر أو احتجاج , اذن يجب القضاء على مفكري و مثقفي الشعب و جميع أفراد الشعب ممن يمكنهم القراءة و الكتابة و قد صدرت الأوامر بأبادتهم
جميعا حتى الأشخاص الغير متعلمين ممن يرتدون النظارات فقد أعدمتهم الحكومة لأنها
تعتقد ان النظارات لا يستخدمها إلا المتعلمين! و
تتم الإعدامات في حقول القتل عن طريق ضرب الرأس بالفأس حتى لا يتم إهدار
الرصاص حيث أن الرصاصة بنظر الحكومة هي أغلى بكثير من قيمة المواطن!! و بعد
الإعدام يتم الدفن في قبور جماعية. إن
عدد الموتى في ظل حكومة الخمير الحمر غير معروف على وجه الدقة حيث أن أقل
التقديرات تشائما تقدره بـ 750000 شخص و ترتفع به بعض التقديرات إلى 3.3
مليون أي تقريبا نصف الشعب (عدد سكان كمبوديا في تلك الفترة كان 7 ملايين) و
لكن أكثر التقديرات واقعية هي بين 1.5 – 2.5 مليون شخص تم قتل نصفهم
تقريبا عن طريق الاعدام في حقول القتل أما الباقي فماتوا نتيجة الجوع و
الامراض.النهاية
في
عام 1979 اجتاحت القوات الفيتنامية كمبوديا و اسقطت حكومة الخمير الحمر و
قد فر اغلب قادتها و على رأسهم بول بوت الى الادغال قرب الحدود التايلندية
حيث اختبأ هناك حتى موته عام 1998.
يبدوا لي أننا هنا في منطقتنا العربية لدينا شبيهات بتلك الحالة ،منها ماهو يحدث الآن وما سيحدث في القريب ..ولكن ليس المكان ولا الزمان يعطي مجالاً للحديث عن مآسي الشعوب العربية عامة..ولعلنا نذكر حكامنا العرب بهذا الحديث ،عن عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :(ما من حاكم بين الناس ، الا جاء يوم القيامة ، وملك اخذ بقفاه ، ثم
يرفع رأسه ، الى السماء ، فان قال : القه ، ألقاه فى مهواة أربعين
خريفا)صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
المصدر 1 2 3 4
جيد
ردحذفلعن الله كل ظالم
ردحذف